Join us on Facebook

المسلم الذي هز عرش الفرس

دخل ربعي بن عامر مبعوث القائد المسلم و الصحابي الجليل أبوعبيدة بن الجراح قائد جيوش المسلمين , على قائد الفرس "رستم" و قد جلس رستم على سرير من الذهب الخالص و قد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة و الحرير و اللآليء الثمينة و الزينة العظيمة و قد وضع على رآسه تاجه الكبير و حوله الملأ من رجاله و حاشيته و جيشه حتى قالت الروايات أنهم تجاوزوا العشرة آلاف و قد جلس عن يمينه و يساره أسدين عظيمين ليملأ مجلسه رهبة و هيبة و خوفا ....
فلما وصل ربعي بن عامر و كان يلبس ثياب صفيقة ليس معه إلا درع و سيف راكب على فرسه , ورأي ما رأي من حشد رستم آبي أن ينزل من على الفرس و أكمل به حتى دخل الى قلب الإيوان يغرس رمحه في البساط المفروش بآغلى أنواع الحرير يمزقه تمزيق غير عابيء بنظرات ملأ رستم و جيشه و حراسه حتى نزل من على فرسه وربطه بالنمارق المصفوفه على الأرض ..
فلما قالوا له : ضع سلاحك 
قال لهم : إنما انتم من دعوتموني فإما تركتموني هكذا و إلا رجعت 
فقال لهم رستم : إئذنوا له 
فأقبل يتوكأ على رمحه يمزق النمارق حتى وقف أمام رستم 
فقال له رستم : ما جاء بكم !
فقال ربعي بن عامر : إن الله إبتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد الى عبادة رب العباد و من جور الأديان الى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا الى سعة الدنيا و الآخرة , فمن قبل ذلك قبلناه منه , و من آبى قاتلناه حتى نفضي الى موعود الله .
فقال رستم : و ما موعود الله .
قال : الجنة لمن مات على قتال من آبي , و الظفر و النصر لمن بقي .
فقال رستم : آآنت من رؤساء القوم و قادتهم .
قال ربعي :  لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
قال رستم : قد سمعت مقالتكم و رأيكم فهل لكم أن تؤخرونا حتى ننظر فيه و تنظروا فيه .
قال ربعي بن عامر : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا نؤخر آعدائنا فوق ثلاث فإما الإستجابة أو القتال .
فاجتمع رستم برؤساء قومه و قال : هل رأيتم قط أعز و أرجح من هذا عملا و رأي .
فقالوا له : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب، أما ترى إلى ثيابه؟
فقال لهم : ويلكم لا تنظروا الى الثياب و لكن إنظروا الى الرآي و الكلام و السيرة , إن العرب يستخفون بالثياب و المأكل ويصونون الآحساب .

0 comments:

Post a Comment